من هي عائشة التيمورية

من أمان حرم جامعة اليو سي أل آي بلّشت فتّش عن عائشة التيمورية. والأكيد إنّو الثقافة الشعبية، متى ذكرت عائشة التيمورية خلّدتها كأم عم ترثي وفاة البنت. وبالحقيقة هوية عائشة وحياتها ملفتة للنظر.

أوّل ما يسترعي الإنتباه هوّي إنّو عائشة من أم كردية وأب تركي، خلقت (١٨٤٠) وعاشت كل حياتها بمصر، لحد ما توفت (١٩٠٢). بهيك الإيام ما كان كلمة كردي ولا كلمة تركي مرتبطة بنفس الصور النمطية اللّي بيرتبطوا فيهن هلّق. بهيك الإيام كان بعدها كلمة تركي ببلد عربي يعني أرستقراطي ببلد عربي. أمّا كلمة كردي فما كانت بعد ارتبطت بالعذاب والقهر اللّي عانى منّن الشعب الكردي. وبهاك الإيام كانت بنت التيموري، لقبها التيمورية، ومش عائشة التيموري.

عائشة التيمورية بمعنى تاني تربّت مربى الأرستقراطيين. عاشت معزّزة مكرّمة، ما عرفت الجوع بإيامها، والأرجح ما كتير فكّرت بالجوع بحياتها، عالقليلة التاريخ ما تذكّر عنها أدب بيحكي عن الجوع. بس أكيد ما خليّت حياتها من الصراع والجوع للإصلاح الإجتماعي. بالنهاية حياة المرا بالمجتمعات الذكورية ما بتخلى من الصراع، والشاطرة بشطارتها بتعرف تصيغ إنتصاراتها بقوالب أدبية ولغوية بيفهمها سائر المجتمع تيخلّد ذكراها. أوّل معركة خاضتها عائشة، كانت للحق بالتعليم، ويمكن هيدا الصراع انطبع فيها لدرجة صبغ كل كتاباتها الإصلاحية.

لمّا وعيت عائشة عالدني، وعيت على حب الأدب والقلم. إمّا، (الوالدة) جرّبت تبعّدها عن الأدب الرجوليوتجبر ها على حب الخياطة والتطريز والفنون الجميلة الأنثوية”. عائشة رفضت وقاومت القوالب الإجتماعية، والمقولِبة الأمومية، وما زادها القمع إلّا تمسّكاً بقلمها والكتاب. وإذ هون بيهب الأب لنجدة موهبة عائشة، يلّي بعدين وثّقت هالتجاذب اللّي صار بين الأهل على مصير البنت. وهيك عائشة ربحت أوّل معركة خاضتها وتعلّمت. وبقيت تتعلّم كل حياتها.

مع مرور السنين ومساعدة المقام الإجتماعي الرفيع، تملّكت عائشة من تلات لغات، العربية والتركية والكردية والفارسية، بالإضافة للكتير من العلوم والمعارف الأخرى. ويمكن هالمكانة اللغوية هيّي اللّي ساعدت عائشة على اكتساب احترام الرجل الشرقي، بما إنّا ما تأثّرت فكرياً بالفكر النسوي وفقاً للقالب الغربي-الأبيض. وهوني نقطة ضعفنا، عالقليلة بالنسوية اللبنانية، مع إنّو عائشة بتتشارك مع النسويات الحديثات الإنتماء للطبقة المخملية، إلّا إنّها على عكسن بتسمع وبتحكي، وبتقرا وبتكتب بلغات أقرب ثقافياً للمجتمع الشرقي.

أو يمكن هوّي تمسّك عائشة بالدين والقيم اللّي قرّبها لقلوب المجتمع الشرقي. عائشة اشتهرت بمناداتها لتعليم البنات، ممكن هالمطلب يبيّن ساذج بمعايير الحاضر، بإيامنا الحالية، الناس ما بترفض تعلّم بناتها، بس أوقات الفقر بيفرض على العيل إنّو تحط أولويات تعليمية، بس بإيام عائشة كانت فكرة تعليم البنات مستهجنة، على اعتبار إنّو البنت إذا تعلّمت رح تفقد أنوثتها.

وبالتالي كانت عائشة عم بتطالب بشي راديكالي. وكانت تدافع عن تعليم البنات كسلاح بإيدها لحماية شرفها وكرامتها:

بيد العفاف أَصون عز حجابي  وِبِعِصمَتي أَسمو عَلى أَترابي

وَبِفِكرَة وَقـّــادَة وَقَريحة    نَقّـــــادَة قَد كَمَّلــَت آدابـــــــي

ما ضَرَّني أَدبي وَحُسنُ تَعَلُّمي إلا بكونى زَهرَة الألباب

ما ساءَني خدري وَعَقد عِصابَتي وَطَرازُ ثَوبي وَاِعتِزاز رَحابي

ما عاقَني حَجلي عَن العليا وَلا سَدل الخِمار بِلِمَّتي وَنِقابي

عَن طي مِضمار الرَهان اِذا اِشتَكَت صَعب السِباق مطامح الرِكاب

تعتبر عائشة من روّاد المطالبين بتعليم البنات، وهيدا اللّي هّين علينا ننساه. هينة علينا نفكّر بالصعوبة اللّي واجهت نسويات الغرب للحصول على الحقوق البديهية متل التعليم والإقتراع وغيرها، بس مننسى إنّو نحنا ما أخدنا حقوقنا بالغلط ولا لأنّو مجتمعنا ما عنده تاريخ ذكوري، وإنّما بفضل قلم وفكر متنوّرين ومتنوّرات عرب.

غير موضوع تعليم النساء، كانت حياة عائشة عادية، تزوّجت بسن الـ١٤، لمّا توفّى بيّا أخدت على عاتقها تعليم خيّا الزغير، أحمد التيموري، يلّي بيوقتها كان عمره سنتين واللّي بعد هيك صار علّامة وأديب عربي كبير. ويمكن أغرب شي بيجمع الأخت والخي إنّو تنيناتن خسروا بشكل مبكّر أحد أولادن وما تخطّوا المأساة.

أحمد خسر إبنه، وصار ينتقل من نوبة قلبية لنوبة تانية، لحد ما مات بالـ١٩٣٠، يعني بعد ٨ سنين من وفاة إبنه. عائشة خسرت بنتها، توحيدة، اللّي توفّت بعد شهر من زواجها وهيّي بعمر الـ١٨ سنة. مع وفاة بنتها تخلّت عائشة عن العلم والقلم وبقيت ترثي بنتها، بالقلم والدمع، لحد ما ضعفت جسدياً ونصحها الأطبّا إنّو تغيّر جو.

بنتاه ياكبـــــــدي ولوعة مهجتـــي قد زال صفو شأنه التــكــــــدير

لا توصي ثكلـــــى قد أذاب فؤادها حزن عليك وحسرة وزفيـــــــــر

وبقبـــــلتي ثغر تقضى نحبه فحرمــ ت طيب شذاه وهو عطـــــــــير

والله لا أسلو التــــلاوة والدعــــــــا مـا غردت فوق الغصون طيــــور

كلا ولا أنســـى زفير توجـــــــــعي والقد منك لدى الثرى مدثـــــور

إني ألفـــــت الحــــزن حــتى أنني لو غاب عني ساءني التأخيـــر

قد كنــــت لا أرضى التباعد برهــة كيف التصبر والبعاد دهـــــــــور

أبكيك حتـــى نلتقي في جنـــــــة برياض خلد زينتهاالحــــــــــــور

توفّت عائشة سنة الـ١٩٠٢، وكانت بعدها عم تتحسّر على فراق بنتا. ومع مرور ١١٨ سنة على وفاتها، خلّينا نوقف ونفكّر شوي وين صرنا نحنا من تعليم البنات؟ لو عائشة عم تشوفنا اليوم، أولكن بتفتخر فينا ولّا بتضحك علينا؟

بتفرق الأرقام بحسب البلد بس اللّي فينا نقوله هوّي إنّو العالم العربي حقّق تقدّم ملحوظ بمستويات محو الأميّة النسائية. ما زالت النساء العرب بتشكّل ٦٦٪ من مجموع الأمّيين/ات بالعالم العربي. ولكن بالتمنينات، كانت مستويات الأمية عند النساء بالعالم العربي بحدود ٦٤،٩٪ للراشدات (فوق ١٥ سنة). بسنة الـ٢٠٠٠ كانت صار هالرقم بحدود الـ٤٠٪ مع فوارق شاسعة بين البلدان.

بس يمكن الإنجاز الأكبر اللّي حقّقوه رائدات متل عائشة، هوّي إنّو اليوم صار في وعي، إن على الصعيد الحكومي أو الإجتماعي، بحق المرا بالتعليم. بتبقى العوائق الأساسية إنعدام الإستقرار الأمني (وبالتالي صعوبة تنقّل النساء بشكل خاص)، والصعوبات المالية، والزواج المبكّر.

وصراحة ٤٠٪ أمية مش رقم مشرّف أبداً، ما بعرف شو ممكن تقول عائشة عن هيك أرقام، بس أنا بشوف الطريق بعده طويل. ومن هلّق تنوصل لـ٠٪، ومن هلّق لنوصل لتعليم النساء النظرة النقدية المجتمع، بحب قول لعائشة شكراً.

بعض القراءات اللّي بحب شاركها مع القراء:

 

التوجهات التربوية للفكر النسوي المعاصر بين المنظور الغربي والمنظور الإسلامي

عائشة التيمورية

كتابات عائشة التيمورية

Illiteracy in the Arab World

  

Publisher: 

Sawt al' Niswa

Section: 

Featured: 

Popular post

Our portfolio

We wouldn't have done this without you, Thank you Bassem Chit - May you rest in power.

Copy Left

Contact us

Contact Sawt al' Niswa via:

You can also find us on: