ضحكة والسلام

حتى أحكم إن كانت الفكاهة، “ضحكة والسلام،” أو إن كانت سلاحاً مفيداً للقضية النسوية العربية، قلَّ استعماله، أنوي أن أقوم بتجربة صغيرة لأعرف إن كان “ما بيسوا نتضحك كتير.”

سأنطلق من ذاكرتي، لأورد ما تُبقي أيامي من الضحك:

 

عندما أقول: ضحك. عادةً ما يتبقى من علاقتي هو ضحكة، تفاصيل شفّتين خلال بسمة ما.

عندما أقول ضحكة. أتذكر ناجي العلي، لا، أتذكر حنظلة. شاب عربي قصير، يدير قفاه لنا. وهو مشعّث الشعر. تخطر ببالي تعليقاته الساخرة، الحذقة اللاذعة، وسهلة الفهم المضحكة. دائماً أنف الزعماء العرب كبير.

هاجم “العلي” إسرائيل، الزعماء العرب وأبو عمار. هاجمته إسرائيل والزعماء العرب وأبو عمار. أحد ما منهم قتله، لكن بقي هو ورسوماته السوداء والبيضاء. من لا يعرف أن يرسم حنظلة؟ وألا يرسم فلسطين حرّة بذلك؟ في المخيم الآن يرسمون كاريكاتوراته على الجدران، أولاد حماس وأولاد فتح، بتنويعاتها، يرسمون.

عندما أقول: فكاهة. أتذكر بيرسبوليس. أكلت الكتاب أكل. أشارط أن العديد من الشبان والصبايا الذين لا علاقة قوية لهم بالسياسة، مثلاً هواة الكومكس، قرأوا الكتاب، وحثّهم الأخير على التفكير…بجرأة. استعملت فطنة وهضابة ورسم لتحكي عن أبشع ما عاشته، وعاش الكتاب.

 

عندما أقول: ضحكة. أتذكر لون كتاب لم أقرأه بعد، نسيت عنوانه. هو للجاحظ الذي استعمل التنكيت لينتقد الولاة العرب. الكتاب يدرّس اليوم في الجامعات، كمادة فنية متحدية.

أظن أن للروح المرحة في قالب نكتة أو مثل أو كومكس أو رواية أو كاريكاتور طاقة إيجابية، وحتى ولو كان المرح سلبياً، أي فكاهة سلبية. هي عمل فني فيه إبداع ونغم ووقع. من شأن الكلمات والأفكار أن تتناغم، تصيب وتفاجئنا بحبكةٍ حتى نقهقه.

ولأنه عمل متناغم يبقى مع الانسان، وما يبقى مع الانسان يجرّ ذكرى، الى حين اجترارها لتضيف الى الجلسة بسمة. ليه أبو العبد أخذ منشفته الحمرا الى البحر؟ – نكتة –

لعل جوابي بدأ يتضح، أنا أريد أن أدخل النسوية الثورية في قالب فني فكاهي، ليعلق في الذاكرة وتتداوله الألسن لتفرح هي ويصبح هو جزء من الثقافة الشعبية.

أحب أن أعتقد أنه حين يمنع رجل زوجته من العمل من أجل راحتها، أنها ترد عليه قائلة “حبيبي بدّي دلعك قعود بالبيت” كما ذكرت يافطة في تظاهرة تدين أغنية جمهورية قلبي.

وربما عندما تخبر فتاة جارتها عن تحكم أهلها بها، تمازحها جارتها بنكتة عن مغامرات إم العبد النسوية مع أهلها.

قد يرتأي البعض أننا اذا استعملنا نكتاً ومرحاً مقابل النكات البطريركية، نكون نطفئ النار بالنار، أي أننا نقوم بتمييز بحق الذكور، أو من يعتقد برأيهم، كما يقومون هم. إلاّ أنه يمكننا أن”نستلم” فكرة لا شخص، الذكورية لا الذكر.

ربما بالضحك نحن نخرج بالنسوية من دوائرنا الصغيرة الى دائرة أكبر، باقية أكثر، وهي ثقافتنا الشعبية.

 

  

Publisher: 

Sawt al' Niswa

Section: 

Featured: 

Popular post

Our portfolio

We wouldn't have done this without you, Thank you Bassem Chit - May you rest in power.

Copy Left

Contact us

Contact Sawt al' Niswa via:

You can also find us on: