العمى” تلاءم الفصحة والعامية"

flicker / Wally Gobetz NYC

أنا والعامية تخاصمنا منذ مدة بعيدة، منذ أن تيقنت أنني أتقوقع بين كلماتها. واليوم أنا من يمّ اللغة العربية الفصحة، إذ أراها تتضمن العديد من المصطلحات الجميلة والثنايا القابلة للتجدد أبداً، كـ الفاكس، والكومبيوتر والتنمية الاجتماعية والمستدامة والمثلية وغيرها من المصطلحات: القديمة التي علينا نفض غبارها أو المستوردة المستعربة (بعضها لا معنى له) أو المعاصرة التي هي نتاج خلطة مجتمعنا.

أعترف أن هناك كلمات أجهل معناها العربي كالـ “باي ساكتشويل” ولكن إن بحثت في منجد عربي معاصر، فمكن أن أجد المعنى. وربما باستطاعتي أن أتشاور مع من بإمكانه اشتقاق معنى جديد، هذا ليس بتنظير غبي متعجرف، وهو قد يبدو كذلك لقلة استعماله، بل هو إدخال اللغة في عنصر الحياة “الثورية” أو “النضالية”(وهذه الكلمات كثيرة الترداد في هذه العدد) أو ببساطة هو نشاط يلبي طريقة حياة أنتقيها.

في دفاعي عن اللغة الفصحة، لا أدنّي من مرتبة اللغة العامية فهي حقيقة موجودة في كل المجتمعات. كلماتها تتمدد وتتخالط مع ثقافات مغايرة و تراكمات فكرية وثورات عقائدية. حتى تتشكل مفردات “مفشكلة” ذات معاني توازي اختلافاتنا أو تقدمنا أو تشرذمنا. بيد أنه علينا، بنظري، استثمار العامية لتمسي مكوّن خصب يطوّر اللغة العربية الفصحة لجهة جعلها(أي الفصحة) تتفاعل مع واقع حياتنا دائم التجدد.

ومن هكذا استثمار تنتج الكلمات العربية المعاصرة. فاللغة العربية الفصحة تحمل الماضي بكل تفسيراته والآن بديناميكيته وغدا، إن جهدنا إلى لذلك سبيلا. تروقني هذه الكلمات التي أكتب بها الآن، وأظنها قابلة للتعبير عني أكثر من أي لغة أخرى، أكثر من العامية. لأنها تحمل تناقضاتي، ذاكرتي الجماعية والفردية، ترث بوضوح التقاليد التي أتمرّد عليها، وأسباب رفضي للسياسات الامبريالية وتطلعاتي. منهكة هي اللغة العربية كما انا، وكما أحاول استنهاض أفكاري من رواسب بعض ما أدري، أو لا أدري أحاول استنهاضها

Publisher: 

Sawt al' Niswa

Section: 

Category: 

Featured: 

Popular post

Our portfolio

We wouldn't have done this without you, Thank you Bassem Chit - May you rest in power.

Copy Left

Contact us

Contact Sawt al' Niswa via:

You can also find us on: