نواعم تتحدى الملل

نجوى صبرا

سيدتي! هل ترقصين لزوجك؟؟ هذا العدد من مجلة “سيدتي” يتناول موضوع الزوجات و الرقص الشرقي! أقرئي في هذا العدد رأي العلماء والسيدات”!!

هيدا سؤال مطروح لكل سيده عم تقرا صوت النسوة اليوم! لأ ما عم بمزح! هل جمله كانت  محطوطة ستاتس عصفحة اختي عالفيسبوك تعبيراً عن قرف معين عم تحسو اختي من إضطرارا إنها تعيش مع هي الدعايه ع كوكب واحد.

لما قريت هل جمله، حسيت إنو الموضوع إلو فترة عم بلاحقني. تذكرت دغري لما بال-٢٠٠٥، كنت عم بشتري شال من محل بخان الخليلي بالقاهرة، و بتصور بهي الليلة،  فهمت لأول مرة انو كلمة”مرا” الها معنى غير الي انا كنت بعرفو بوقتها (علما انو كان عمري وقتها 18 سنة).

كان عم بحاول البياع يقنعني اشتري بدلة رقص، كنت عم بضحك كتير عل فكرة لحد ما سألني البياع بكل جديه سؤال بعدني بتذكرو كأنو مبارح: “إنت دلوأتي مش متجوزة، بس بكرا لما تتجوزي، مش حترقصيلو؟؟” . أكتر شي خوفني كان نظرة الصدمه إلي ارتسمت فجأة عوج البياع لما قلت لأ، كان واضح إنو ولا لجزء من الثانية توقع يكون هيدا جوابي. مبارح تحديداً كنت عم خبر هل قصة لصديقتي، وقالتلي إنو بسوريا كمان بدلة الرقص هي جزء من جهاز البنت اللي بدا تتزوج لأن أكيد متوقع منا ترقص لجوزها. وخبرتني صديقتي كمان عن شيخ عندن بالضيعة بلبنان، كان عم بعلم نسوان الضيعة إنو “الموسيقى حرام” انما “الرقص لزوجك مستحب” طبعا لما في ذلك من محافظة على إستقرار البيت والعائله.

واليوم طلعتلي هي الدعايه و يمكن القدر عام بحاول يفهمني إنو قدامي حل من ٢: يا بتسجل بأسرع وقت بصفوف رقص، يا أما بتقبل فكرة اني رح عيش لحالي لآخر حياتي. بس بغض النظر عن الرساله إلي عم بوجهلي ياها القدر، الدعايه بحد ذات مليئة بالرسائل البليغة إلي من المهم نوقف عندها.

أولاً، الدعاية بتشهد على تطور كبير بحقل حقوق المرأة. اليوم المرأة العربية بتقدر تعبر عن رأيها بمواضيع مهمه واساسية بحياتها اليوميه متل الرقص الشرقي، لا بل ورأيها يوضع بنفس الخانه مع العلماء! (مع إنو مش واضح شو نوع العلماء إلي عم يدرسوا موضوع الزوجات والرقص الشرقي: علماء دين؟ إجتماع ؟ كيميا ؟). بس أنا بعترف إنو هي مش سابقة، لأن أنا بعيني شفت على قناة المرأة العربية عالمة فلك/أبراج قد الدنيا ورجال ونسوان عم يتصل ياخدو رأيها بكل إحترم وتقدير!

حلو نوقف ونفكر ليش كل وسائل الإعلام إلي موجهة خصوصاً للمرأة العربية بتختار تحدنا بمواضيع متل الطبخ، الديكور، الأبراج، الموضة يعني بإختصار كل تقنيات إرضاء الرجل/ الزوج (الحالي أو المستقبلي) على انواعها. مين فاق الصبح وقرر إنو أنا كمرأة عربيه هبلة ومحدوده؟

برأي أحد الرجال إليي علق على ستاتس اختي، و يلي بقول إنو  المرأة هي إلي قررت إنو “تنسى انها مخلوق ذكي، منتج وحر”، وبهي الطريقة، تركت المجال للرجال – بإرادتها- انن يتعاملو معها كغرض جنسي فقط لا غير. ما بعرف كيف الدكتور وصل لهالإستنتاج. كبنت عايشه بمدينه بتذكرني بكل لحظة وبكل شارع إني مفروض كون لعبه، غرض بيشتري الرجال بقطعة مجوهرات أو جسم بتبيعو وزارة السياحة لتستقطب سواح عل بلد، كبنت ما في شي حدّا بذكرها إنها انسان ذكي، منتج وحر، أنا ما نسيت. والبنات إلي الكل شافن بكل الدول العربية عم بشاركو وينجحو ثورات ضخمه، أكيد ما نسيو! بس لل نسيان في نسيان! في نسيان مجتمعي ممنهج لحقوق المرأة، عن سابق تصور وتصميم. في تناسي مقصود لفكرة إنو حريه جنسيه هي مش زيت الشي، لا بل هي العكس تماماً لتسليع المرأة. في تسخيف لمطالب المرأة بأدنى حقوقها، وبالمقابل مطلوب منا تثبت وجودها بكل المجالات كأنو لازم تبرر ليش هي بتستاهل إنها تنعطى هل حقوق.

اختي زهقت من هل دعايه وأنا زهقت كون سلعة، وقرفت من النظام  إلي بيحبسني بصورة معينة وبيتهمني بالجريمه إلي عم يعملا ضدي. وإعتراضاً ع هيدا الشي، قررت ما اتعلم الرقص.