قصة شعري القصير حديثاً

شكرًا لأنك أحببت شعري. شكراً لأنك لم تحبه قصيراً. شكراً على الملاحظة. قصصته لأنني أريد تغييراً. لم أفكر كثيراً في الموضوع. أريد الالتحاق بالجيش.

لم أتكلّم يوماً عن شعري بمقدار ما تكلّمت عنه في هذه الفترة، أي منذ قصصته قصيراً جداً، مثل الصبي. وأظن أنّ الحال سيستمر الى أن يطول إلى حد يعقله المجتمع.

كل من صادفته تقريباً، أدلى بدلوه. البارحة التقيت بشخص سبق وتعرّفت اليه ليلاً في الحمرا. يومها مرّ بجانبه رجل وعاكسني، فسببناه وتضاحكنا. الليلة الماضية قال لي إنه لو لم أقص شعري لكان هناك شخصٌ الآن يعاكسني. أمن المفترض أن أفرح لأنّ أحداً لا يعاكسني في منتصف الليل أم أزعل لأنني لم أعد ألبّي مقتضيات وليمة الجمال السائدة؟

حيّتني فتاة السوبرماركت على شجاعتي واللوك لـ”فريش”، لكنها لن تفعل ذلك بنفسها أبداً.

تغزّل مصوّرٌ بشعري ولكنه أنذرني أنّ هذا ذوقه لا ذوق كل الشباب. وكان مصوّرٌ آخر، صديقي، سيرميني في سلة المزبلات على فعلتي. أظن أنه احتاح إلى الراحة ليومين قبل أن يعاود التكلّم معي. يناديني “نمر” لتذكيري بموقفه.

وكأنّ كوداً نشأ بيني وبين الأصدقاء. فمن يحبّذ شعري القصير أو على الأقل لا يمانعه يندهلي “نديم” وعند من يمقته أصير “نادر” أو “نمر”. المهم أنني إلزامياً اكتسبت اسماً آخر وشخصية أخرى، لم يعد بامكان “نارمين” أن تحتوي قلّة شعري.

وهذه هي الحال، ماذا علي أن أستنتج ؟

أنّ المجتمع يقولب الفتيات. والمجتمع يتضمّن أصدقائي العلمانيين والعلمانيات، والتقدميين والتقدميات، والثائرين والثائرات؟

أهذا فقط ما عليّ أن أستنتجه؟ ولكنني أعرف أننا، حتى النسويين والنسويات، مغمّسين بالأفكار المسبقة وهذا ليس عيباً ما دمنا نحاول معرفتها وتفكيكها واستبدالها.

حسناً أقرّ أنني أتجنب أحياناً لقاء من أعرف سلفاً أنه سيبادلني نظرات الاستغراب والاستنكار والإشفاق. فالأمر لا يقتصر على إبداء رأيٍ بل يتعداه إلى شيءٍ آخر… إلى شيء يقرب الى اتّخاذ موقفٍ مني، من تلاعبي بالجندر، بمقص وآلة الحلاقة. إنّ الامر أسهل ممّا ظننت.

  

Publisher: 

Sawt al' Niswa

Section: 

Tags: 

Featured: 

Popular post

Our portfolio

We wouldn't have done this without you, Thank you Bassem Chit - May you rest in power.

Copy Left

Contact us

Contact Sawt al' Niswa via:

You can also find us on: