هذه السطور اخذت وقتاً طويلاً لتخرج هكذا. صفيّتها من الغضب غير المهذب كي لا نثبت، من جديد، ما يقال عنا، نحن النسويات، اننا غاضبات ساعيات للإهتمام والضوء والحيّز. ها انا، نسوية راغبة بتوثيق تجربتها في الفضاء العام في زمن الثورة – او زمن اوّد بشدة لو يكون فعلاً زمن ثورة - لكن بتهذيب وبدون غضب، او بمنسوب مقبول منه كي لا ازعج احداً وكي يتمكن القراء من متابعة الأفكار دون ان تنخدش مشاعرهم(ن) او مبادئهم(ن) ودون ان يشعروا بالتهديد من مصطلحات معينة، كالنسوية والتحرش والذكورية مثلاً.
بعيداً عن التهكم، وبالبعد نفسه عن الكليشيهات الثورية التي سئمها الجميع، ليس الهدف مما سيتقدم "ضرب الحراك" ولا التنكر له ولا القول انه لا يمثلني بالمطلق، وطبعاً ليس وضع جميع المتحركين في إطاره في خانة واحدة. بل لمحاولة فهم التجربة النسوية ضمنه، وايجاد اجوبة – او مشاريع اجوبة - على اسئلة مشروعة، تبقى معلقة في هواء كل ثورة او حراك سياسي، في كل وقت وفي كل مكان، وتنتج عن ردات فعل متشابهة بالمضمون وغالباً بالشكل، على مشاركة النساء. ها انا افترض الأسوأ مجدداً، وابدأ كلامي بالتبرير، وكأن المطلوب – الذي بتنا نطلبه من انفسنا بعد ان طبعنا مع ما يتوقعه "المجتمع" بكل ما في هذا الطلب من ذكورية وطمس لتجاربنا – هو دوماً رفع المطالب الجماعية فوق مطالبنا، او دفع الأخيرة بإتجاه اسفل سلم الأولويات، ما يفكّ إرتباطها بالمطالب الأخرى ويعزلنا (النساء) كفاعلات سياسيات عن مجمل الفعل السياسي.
مشاهد متفرقة.
السبت 22 آب:
لحظة بدأنا بإزاحة الشريط الشائك، وقد كنا في الصف الأمامي نساءاً ورجال، سمعت احدهم يقول: "انتِ زيحي"، لكن لم يخطر ببالي انني كنت المُخاطبة. "زيحي، زيحي. قلتلك زيحي"، سمعت الصوت نفسه يردد. التفت لأجد مراهقاً، بدا كأنه لم يتخطى العشرين، يخاطبني بنبرة متوّعدة (من اين اتى بكل هذه السلطة؟)، لينتقل بعدها الى محاولة دفعي لإبعادي عن الشريط "لأنك بنت، ما بصير توقفي هون". لم يتسن لنا الوقت بعدها لفتح نقاش لأن القوى الأمنية كانت قد باشرت برشنّا بالماء والغاز.
***
شكّلنا صفّاً من النساء بوجه عناصر قوى الأمن بجانب مبنى النهار، كنا نخاطبهم، نلقي عليهم الحجة السياسية تلو الاخرى. الى ان سمعنا صديقاً لنا من صفٍ خلفي "يهينهم": "يا عيب الشوم عليكن واقفين بوّج نسوان".
***
الأربعاء 16 ايلول:
اولى جلسات الحوار. اعداداً من المتظاهرين والمتظاهرات تتجمع امام مداخل ساحة النجمة. القوى الامنية تهاجمهم بشراسة، ضرباً وإعتقالاً. حتى انها اعتقلت ناشطات. يا للهول. يتخوّف الخطاب العام من إستخدام السلطة لضرب وإعتقال النساء لترهيب الحراك. انها الإشارة الجدية الأولى ان السلطة تنوي فعلاً إنهائنا.
لنتوقف لحظة هنا. اليس مذهلاً هذا الخوف الفجائي على النساء من عنف النظام؟ وكأنهن لسن اولى المتضررات المباشرات من عنفه. حين يقلن النسويات ان النظام الأبوي قاتل، يعنين ما يقلن. النظام الأبوي هذا، لا يرى النساء ابعد من كونهن ملحقات بعائلاتهن، بنات او اخوات او زوجات او امهات. منجبات لأبطال الوطن، بدون اي حيثية سياسية. يوكل قضاياهن الشخصية من زواج وطلاق وامومة وإرث لرجال عائلاتهن وبعد ذلك، لطوائفهن التي تعطي الأفضلية لذكور العائلة على إناثها. هذا النظام عينه هو الذي يسمح لأرباب العمل ان يدفعوا للنساء رواتب اقل من الرجال للعمل نفسه، عينه الذي يسمح بصرف الحوامل واحياناً كثيرة المتزوجات لإحتمال الحمل، وعينه الذي يرفض إدراج العمل المنزلي في قانون العمل لأنه لا يراه تماماً كما لا يرى النساء اللواتي يقمن به. هذا النظام عينه الذي قاوم قانون يحمي النساء من العنف الأسري بشدّة، واقره مشّوهاً، لأنه لم يفهم كيف يكون الإغتصاب زوجياً. هذا النظام عيّنه الذي لم يعاقب بعد قتلة زوجاتهم. هذا النظام عينه الذي لا يرى التحرش بالنساء في الأماكن العامة جرماً، بل مفخرة لدرجة انه حتى القوى الأمنية تفخر بممارسته في مراكزها.
الا يعتبر كل هذا عنفاً؟ لماذا إذن خفنا على النساء في المظاهرات وهالنا مشهد "الشرطية تعتقل الناشطة"؟ الم يسبق لهذا النظام ان عنفنّا؟ الم يسبق له ان وضعنا بمواجهة بعضنا؟ بلى. لكننا اعتدنا العنف اليومي والممنهج ضدنا لدرجة اننا لم نعد نراه، ولا نرى سوى الفج والمباشر منه، والمنقول عبر الشاشات.
***
الأحد 20 أيلول:
نتقدّم بإتجاه ساحة النجمة. هذه المرة لم يكن بيننا وبين مكافحة الشغب اسلاك ولا حواجز إسمنتية. بيننا وبينهم أيادينا المرفوعة، اجسادنا التي تدفع الى الأمام بدون توقّف وأطراف حديث سياسي غير مجدي على الأرجح. الوقوف في صف امامي في مظاهرة ممتع جداً، ولكنك ايضاً وعن غير قصد، تكتشفين اموراً مقيتة، وتسمعين كلاماً ذكورياً وتواجهين بتصرفات عنيفة كنت توّدين لو يخلو حراكك منها لأنك في الشارع اصلاً لأنك سئمتها. تكتشفين مثلاُ انه غير مرحب بك في صف المظاهرة الأمامي لأنك امرأة. يتم دفعك مراراً وتكراراً الى الوراء والى الجوانب بحيث يتوجب عليك ان تكوني غراندايزر لتثبتي في مكانك. كما يتم الصراخ في وجهك وكأنك قاصر او مخبولة لا تعين خطورة الموقف ولا تفهمين ما يجري، وكأنك واقفة هناك صدفة، ولا تقصدين ان تكوني وسط هذا التدافع. وحين تصرين على البقاء في مكانك، يغمز احد الواقفين في صفّك، عنصر قوى الأمن الواقف بمواجهتكما ويضحكان. اخيراً، وجد البطل الثائر على السلطة واحد ادوات هذه السلطة، قاسماً مشتركاً يجمعهما: السخرية منك... وهكذا، تجدين نفسك وسط معركة تدافع ثلاثية الأبعاد: مع المتظاهرين الأصدقاء المفترضين من جهة، ومع قوى الامن من جهة ثانية، ومع درعٍ بشري لم يحسم موقفه يمنع المتظاهرين من الإشتباك مع عناصر الأمن، لكن سرعان ما "قطف" نصر الإقتراب من ساحة النجمة حين اقتربنا منها. ما زلنا حتى الساعة لم نفهم ما اراد هؤلاء. فجأة، تسمعين احدهم يستنجد القوى الامنية بحرقة ان "في بنات، ع مهلكن". وهنا ايضاً، قرّبت وجهات النظر بين الثائر واداة السلطة. الإثنان حريصان عليكِ، وهكذا بتّ انتِ الآن حجة للدفاع عن النفس وتحضير مسبق، لكن لا واعي، لإدانة السلطة.
اجساد النساء مخيفة. لم نعتد بعد رؤية هذه الأجساد على الخطوط الأمامية، امام الخطر المجرد المباشر (عسكر بأسلحة وعتاد وعصي). فأولاً هذا موقع الرجل ودوره وبالتالي هو عمل منتقص للرجولة ان يُسمح لنساء بأن ينتزعن تلك المواقع من الأولى بها. وبالتالي يا له من عمل مهين ان يقف عناصر قوى الأمن الذكور "بوّج نسوان". لا يكفيهم عاراً ان يقفوا امام مواطنينٍ عزّل. على العزّل ان يكنّ نساء ليصبح عاراً كافياً.
***
تحاولين ربط ما ترين وتسمعين وتعيشين وتشعرين، فتكتشفين:
اولاً: انك المرأة – الساحة او المرأة – الأداة، التي تستخدم للتفاوض السياسي ولتسجيل النقاط في السجال السياسي.لرسم الحدود بين الهم والنحن. لا اقول جديداً، بل أعطي امثلة حسية ومباشرة على ما يُتهم بأنه تنظير نسوي (مع ان التنظير النسوي جميل وليس تهمة).
الشرطة تهاجم "النساء العزل"، الشرطة تعتقل النساء. هنا المعركة بين السلمية والحضارية، (مشاركة النساء بالمظاهرات) والبربرية والوحشية (إعتقال النساء خلال المظاهرات). يخسر النظام ويربح الحراك في هذه الجولة. اما الساحة، فهي الناشطات.
ثم، ثمة تحرش بنساء في المظاهرات: السلطة تستخدم هذه المعلومة لتسجل نقطة على الحراك، ثم يرد الحراك او بعض من فيه، للدفاع عن الحراك ضد "فبركة" التحرش (لأنه من غير المعقول ان نجد تحرّشاً في الحراك). المعركة بين "الفلتان الأخلاقي" (التحرش في الحراك) والمحافظة على الشرف (السلطة التي تحرس قيّم النظام من الحراك). من خلال "أتهام" الحراك بأنه ساحة لل"فلتان الأخلاقي" والتحرش، تحاول السلطة شيطنة الحراك وإحراز نقطة وكسب الجولة. الأداة: شهادات حقيقية لنساء تعرضن لتحرش خلال المظاهرات. اين هو لب المشكلة التي طرحتها الشهادات التي وثّقت هذا التحرش؟ اختفت، ذهبت ضحية المعركة بين السلطة والحراك. اقصى ما ستحصل عليه ضحية التحرش اذن هو التحول الى نقطة تُسجل في صالح طرف على حساب الطرف الآخر، بدون فرصة جدّية للمطالبة السياسية ولا حتى للنقاش في إمكانية حراك خالٍ من التحرش الجنسي. يتضح هنا كيف ان نضالات النساء تحجّم وتستخدم لتسجيل النقاط بين لاعبين سياسيين يظهر ان الحراك للأسف احدهما.
ثانياً: عليك الإختيار بعناية اي نوع من الثائرات انت
في تظاهرة 20 ايلول، إقتحم الساحة حيث كان المعتصمون ينتظرون وصول المسيرة، مجموعة من شبيحة نبيه برّي، مُرهبين ومهددين كل من يفكر بشتمه بالإغتصاب والقتل (حرفياً). وبينهم امرأتان، تتوجهان للنساء في الساحة صارختين: "الرئيس بري وحسن نصرالله تاج راسِك"، فما كان مني الا ان اجبت احداهن: "تاج راسِك وحدِك". شتمتني وطردتني من الساحة: "روحي إنضبّي، انتي شرموطة". الا تتوافقي والسائد، يعني انكِ شرموطة وهذا ينتقص من شرعية وجودك في الشارع. لا تدري هذه المرأة انها لخصّت بالكلمات الكثير مما يُمارس بحقنا في هذه الساحة.
لاحظن الإنتقائية في قبول النساء-الثائرات في الساحة. من هي الثائرة (المتظاهرة) المقبولة والمُرحب بها؟ هي تلك التي لا تقف في الصف الأمامي، حيث يجب ان يقف الشبان الأبطال، ولا تلك التي تبادر بالتحدث الى عناصر القوى الأمنية او بإستفزازهم، وطبعاً ليست تلك التي تقاوم التحرش في المظاهرات، عبر توثيقها او الرد عليها لأن تلك ايضاً "شرموطة"، تريد ضرب الحراك او "نسوية" او الإثنين معاً والنسويات عادةً غير محبذات، وغالباً ما يحتجن الى من "يضب"هن. وقد يكون الضبّ عبر الدفع، التحرش، و-او السخرية والتحجيم
ثالثاً: مبروك عزيزتي، انت كائن سياسي لامرئي، او ممحو. في الدستور والأحكام والسياسة اللبنانية، اللبناني هو حكماً الذكر. وتالياً، فإن الحقوق والواجبات والحماية للبناني فقط، اما انت، اللبنانية فإمرأة ما يعني انك أخت او أم او زوجة او إبنة وبالتالي، مشمولة بحماية والدك او زوجك. وفي كل ما يتعدى رابطتك العائلية، أنت غير مرئية، او في افضل الحالات، محجّمة. وان كنت غير لبنانية، سورية او فلسطينية او مصرية او عاملة اجنبية مهاجرة من شرق آسيا او افريقيا مثلاً فحالك اسوأ، لأن لا رابطة عائلية- ابوية لك في لبنان لتشملك ببركاتها (وحقوقها)... الا اذا تزوجتي لبنانياً.
لذا، فإن ذاتك السياسية ومجمل مساهماتها غير مرئية، بحيث يتم التعامي عنك خارج المساحة الخاصة، وخارج دورك كربّة منزل، كمكّمل جميل للبيت.
وهنا يأتي التنظير مجدداً ليسعفك بتوصيف حالك. يتكلم المفكر والباحث في التاريخ، الفلسطيني هشام شارابي عن النيو- بطركية، التي نتجت عن محاولات المجتمعات العربية التقدم نحو الحداثة، وعجزها عن التخلص من ترسبات النظام الإجتماعي والثقافي البطركي. يحكي شارابي كيف فشلت النيو- البطركية (البطركية الجديدة) بإنتاج فكر جديد، كيف استغلت قدرات النساء الإنتاجية في المصانع والمعامل وضاعفت من إمكانياتهن الإنتاجية، دون ان تُبدّل في القيمّ الفكرية والمجتمعية، فأستخدمتهن كدعمٍ للرجال دون ان تلحظهن كندّ لهم. فأُقصين من مراكز صنع القرار السياسي، وطُُمس وجودهن ومساهماتهن السياسية التاريخية والحديثة، واليوم ومع تراكم وتعدد وتنوّع ادوار النساء، ما زلنا لم نحقق اي تبدّل قيّمي. عَلت التوقعات منّا فيما لا زلن غير مرئيات على المستوى السياسي.
وعليه، فليس بصدفة الا تجدي امرأة واحدة في لجنة تنسيق الحراك. كثيرات ناشطات ضمن المجموعات لكنك لا تريهن في القيادة، او ربما بلى، ترين واحدة، او إثنتين احياناً. وليس صدفة ان يجيب النائب الممدد لنفسه احمد كرامي، حين سألته المراسلة هدى شديد بعد اولى جلسات الحوار: "ماذا ناقشتم؟"، ب"ناقشنا جمالك". ليست صدفة ان يسأل وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، في لقاء على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة السنة الماضية، عن "كارولين" بتأشيرة من يده لتوحي بجمال جسدها، هي التي صادف انها القائمة بأعمال بعثة لبنان في الأمم المتحدة. من المفيد تذكر هذه المواقف لنتذكر انها ليست صدف ان يحكم البلاد ذكوريون، لا يرون في المرأة اي فعالية سياسية، بل زيادة عدد ومكمّل جمالي.
في مقال لها بعنوان "خطاب النساء الصامت في زمن الحروب والأزمات"، تتكلم الكاتبة انيسة الأمين مرعي مطّولاً عن إنجازات النساء التي غرقت ونُسيت خلال الحروب المتتالية في لبنان. وتشير الى مجموعة من الأسئلة طرحها الكاتب منذر جابر عن الرابط بين الذكورة والذاكرة، وبين النسوية والنسيان، والى إجابته المستندة الى كتاب "صِحاح في اللغة" للجوهري. يربط الجوهري بين كلمة "الذَكر" ومرادفها الصيت الحسن والتمجيد، وتضادها مع "الأنثى" ومعها "النسوة" وإشتقاق الأخيرة من "النسيان"، ليقول ان النسيان عكس الذاكرة والذِكر، القريبتين من الذَكر. تستنتج الأمين بعدها، ان نسيان انجازات النساء فطري يأتي مع تفكيرنا في لغتنا، فهذه الإنجازات لا يُعوّل عليها. حتى النساء يؤمنّ بذلك. تستنتج كذلك انه في تسلسل إشتقاقات النسوة اللغوية، نجد جمع المرأة، اي النساء بدون ذكر المرأة المفردة، ما يسّهل إضمحلال أثر الواحدة فيهن وذوبانها في المجموع...
***
اعرف انني وعدت بخلو هذا النص من التهكم، ومن الغضب غير المهذب لكنه خرج عن سيطرتي، ولا من يضبه... وهل من غضب مهذب اصلاً؟ ربما. ولكنني وبعد التفكير وإعادة النظر، بدلت رأيي. اتراجع عن رغبتي بعدم إزعاج احد. انا اريد الإزعاج واقصد خدش المبادىء الذكورية والمشاعر التي يفيض منها التيستوستيرون. وكلا لا يمثلني حراك يرفض اخذ معاناتي على محمل الجد، يتعاطى مع قضية التحرش الجنسي بخفة وعنجهية، يتعاطى مع الناجيات بأبوية، ويعاملنا كقاصرات. هذا الحراك، اريد ضربه، لأنه يشبه السلطة التي يدّعي مواجهتها، بل اسوأ لأنه يتكبد عناء الإدعاء بعكس السلطة التي تمارس ذكوريتها على الملأ. حراك بهذه الذكورية، طبعاً اريد ضربه، والمتحركين فيه، ما لم يعترفوا بذكوريتهم ويلفظوها، فهم ايضاً على شاكلة السلطة وهم ايضاً لا يعّول عليهم والتنكر لهم واجب.
اعرف انني وعدت بخلو هذا النص من الغضب غير المهذب، لكن ليس من غضب مهذب.
Publisher:
Section:
Category: