في مديح الكره... لأجل الحبّ

استسلام

سيناريو 1: قبل العيد بأيّام

نُصاب بالدوران بفعل اشتداد حمرة الشارع وواجهات المحالّ. لوهلة يذكّرنا الأحمر بمشاهد رومنسيّة خياليّة علقت في أذهاننا في سنوات المراهقة، أو ربّما بأغاني هاني شاكر ورقصات الـSlow  في آخر السهرة، أو حتّى بدماء سُفكت باسم الحبّ... لكن لن أفسد الموضوع أكثر. فلنبتعد عن الدراما الكلاسيكية اليوم. ماذا يحدث فعلياً في العالم من حولنا لأجل هذه المناسبة، إلى جانب "الحمرنة
الدببة الصغيرة الودودة تمسي أعداءً لدودة. يقصفك شعور بأن أعينَها النافرة مصوّبة نحوك، أنت شخصياً، لتقول لك أشياء كثيرة، منها: أنا الهدية اشتريني، أو حرام عليك الخروج من القوافل، أو لا نفع من أشخاص مثلك، أو ما خطبك تأخّرت في الارتباط...؟ وبأسوأ الحالات، تنظر إليك الدببة وحسب.
أمّا الأقوال في الحبّ، فتجتاح فجأة الوسادات وقوارير العطور والأكواب والكواكب، لتثير أخطر أنواع الغثيان. حسٌّ بامتلاك القدرة على التخطيط لجريمة وارتكابها بحقّ أصحاب الاقتباسات العبقريّة يتسلّل من أخضم القدمين إلى الرأس. قشعريرة. ثمّ رغبة. هي أقرب إلى ميل فيزيولوجي لفتح الفاه حدّ انفتاق الخدّين أمام أصحاب سؤال "شو في ما في؟ شو عاملة الليلة؟". فيما بعد، تنسدل الشفتان لتسترجعا مكانهما لدى السؤال الذي يليه: "معقول وحدة متلك تكون لحالها؟فتخرج من بينهما الإجابة المطلوبة بنبرة حكيمة: "طيّب معقول واحد-ة متلك يكون مع حدا؟".
وقُبيل العيد النظامي المجيد، يحين دور العدوّ الأتفه. رسائل نصيّة وإعلانات تتقيّأ ما في بطنها من قلوب على جميع حساباتك الإلكترونية. سلاحك الأفتك: المحو قبل القراءة بشكل تلقائي-غرائزي. مسألة حياة أو موت.
المطاعم في تلك الليلة لا تعود مطاعم، بل تصير أشبه بمساحات غريبة لا يُفهم بالتحديد ماذا يحصل داخلها.
الورود تخسر رونقها وتبدو أكثر وحدةً. فقد شعرت بأنها استُهلكت فجأة، وبكثرة، كالأجساد التي نلبسها.
سخاء شركات الاتصالات يبلغ ذروته: 50 ميغابايت مجّاناً للتعبير عن الحبّ. بات الحبّ يُقاس بالميغابايت، والأكل، والزهور الوحيدة، والأشكال البهلوانية.
بالطبع، لن ننسى الملابس الداخلية المزخرفة، خاصّة تلك التي تتطلّب مجهوداً ذهنياً لكشف كيف تُلبس. هي نفسها الملابس التي تنقل عنك صورة هي أقرب إلى دمية من إنسانة. الإثارة جميلة، واللعب أجمل، لكن للدمية على مقربة من 14 شباط شكلاً يشبه الدببة الحمراء الصغيرة. ففي الحالتين، أنتِ طفلة.
فالعبي، ما دام يسمح نظام دادي بذلك.           

----------------

سيناريو 2: هذا ما سيحدث

أتَرى تلك الخزانة المبتورة الأطراف المهجورة في وسط الغابة؟ سوف تُهجر فيها ويُشعَل اختلاطٌ في رأسك بين ذكرياتك عنها وذكرياتها عنك. أتشمّ رائحة الجرذان الميتة التي امتزجت مع عطر أنفاسك المسخ؟ ستُكوّن تلك الرائحة جداراً لن تجتازه قبل أن تتنشّق كلّ ذرّة من رائحة ما صنعته يداك الناعمتان بأرواح عُذّبت وما عرفت. أتلمس التربة الرطبة تحت جسدك المعلّق في الأرض، ومعها الدود الصاعد من أسفل ظهرك نحو أذنيك؟ سيسدّ الدود أذنيك ولن تسمع من الآن فصاعداً شيئاً سوى صوت زحف الدود فوق الخرْزات، وأنين الارتجاف. أتتذوّق ما حضّرته عجوز الغابة التي لا تحبّ الضوء للمُصابين بالولع به؟ حسناً، ستُطعمك من ملعقة صدئة ممدودة من أعلى الشجرة أنواعَ الصمغ كافّة، وسيمتلئ فمك منها قبل أن تستسلم لابتلاعها. وتذكّر، كلّ مرّة تبصق لقمة تُضاف 27 جرعة، عربون ضيافة أهل الغابة. وفي مجمل الحالات، ستأكل وعيناك مفتوحتان لاستقبال ما تجوده الشمس عليك من أشعّة تذكّرك بحياتك الماضية، الممتلئة أضواءً.
أمّا نحن، فسنبقى في الغابة المظلمة. الغابة المقابلة. غابة اللّاعودة.

---------------

سيناريو 3: استسلام

وردتان من عيتنيت، لساندرا وباميلا

Publisher: 

Sawt Al Niswa

Section: 

Category: 

Featured: 

Popular post

Our portfolio

We wouldn't have done this without you, Thank you Bassem Chit - May you rest in power.

Copy Left

Contact us

Contact Sawt al' Niswa via:

You can also find us on: