بلا عنوان

كيف ممكن  اي وحدة منّا تحكي مع العنف الجنسي يلي تعرضتلوا، وكل شي حوالينا بقول انو نحنا السبب. مرّة، كنت بسوريا ومبسوطة انو أنا سافرت على بلد تاني  وبابا خلاني  إطلع، وبعدين صار في معنا مشكلة على الحدود واضطرينا انو نرجع على الحدود السورية ومن هونيك رجعوا بعتونا على دائرة للشرطة بقلب الشام. طبعا، كان في خوف لأن اهلي كانو بخافوا من الجيش السوري كتير . بإختصار  شديد، الجندي بهاي الدائرة طلب مني انتظر شوي ليخلصوا المعاملة، وبعدين طلب من رفيقي  يطلع من الغرفة، بهاي الحظة انا كنت بعدني مش فهمانة الوضع، وبعدين استوعبت شو عم يصير، استوعبت شو عم يصير لأن بمحل فقدت الذاكرة او ما بعرف شو ممكن سمي هيدا الشعور، بس كل شي بعرفوا إنو في جندي دفشني على الحيط و عم يجرب يبوسني،  وماسكني من شعري، انا هون ستوعبت شو  عم يصير، صرت ابكي وهو ولا هموا وصرت ابكي وقلتلو لو عملت فيّ شي اهلي رح يدبحوني، إخواتي رح يدبحوني، انا بنت عيلة انا بنت عيلة، ما بعرف ليش قلت هول الكلمات، وما بعرف ليش طلعوا معي هيك بس بهيدك اللحظة،  كان في شعور واحد مسيطر علي، انو ما اتجاوب جسديا وجرّب حسسوا بالمسؤولية. يلي بعرفوا انو وقف فجاءة. ما قدر يكمل، وانا صرت ابكي اكتر واكتر واكتر واكتر، صرت نوح، صرت اشهق. وقتها قلي اتقبري طلعي لبرا. هيدي اللحظة بعمري ما تعاملت معها،  لما اتذكر، ما كتير بتذكر صور، بتذكر شعور واحد طاغي، وريحة نفس وعرق بشعة.بعمري. ما بتذكر كيف وصلت على البيت ومشوار الطريق ووجه رفيقي يلي كان اصفر، انا كنت صفرة يمكن.  كل يلي بعرفوا انو امي  لقيتنا على الطريق و اعطت مصاري لشوفير التاكسي لان شلحونا مصريتنا. وكل شي بعرفوا انو فتت تحممت الساعة 3:30 الصبح، وصرت استعمل ليفة امي وحف وجي وامي برا الحمام عم تسألني شو بني.ع صوت واطي  حتى ما يفيق بابا واخواتي، وانا مش عم جاوب. نظرة امي لما ضهرت من الحمام كانت غريبة، فكرت رح تضربني، فكرت رح تشحطني من البيت، بس ما عملت شي، بكل بساطة كانت عاملتلي كباية شاية ومحضرتي اكل، وقلتلي" الحمدالله ع السلامة" وفاتت نامت.
 

ما بعرف اذا تغيّرت من بعد هيدي الحادثة، بس في قصص اخدتني وقت لصير اعرف اعملها. متل انو طيق حدن يعبطني، او يلمسني، او يسلّم علي بحرارة. صرت اتفادي سلّم على الناس، وبمحل من المحلات، الناس ما كنت تفهم، كانت تنكت انو أنا معقدة، او  متزمتة او ما بعرف شو. بعتقد لسنين كتير، كنت بحاجة انو كون هلقد مسيطرة على جسمي، و لسنين كتير جسمي  كان شقفة بطون متل كأنو حجرة، شي تقيل. لسنين كتيرة، ما كنت افهم انا ليش قلت أمور أنا ما بأمن فيها، او ليش بكيت، او ليش ما كنت بطلة، او ليش ما اذيتو، بس بعدين تعلمت انو انا فعلا عملت شو كان لازم اعمل، وحتى لو عملت شي غير البكي، بضل هو الرّد فعل المطلوب. ما بعرف غيري كيف بفكر، بس انا بعرف انو كتير صعب الوحدة منّا تحكي عن اي شي بصير معها، لان ما بعتقد الناس بتستوعب انو فيها الوحدة منّا تتخطى الحادث بطريقها الخاصة،  بس بحس مرات لما نحكي منعلق بعلبة والناس ما بترجع بتشوفنا انو نحنا مش بس شو صار معنا ورح يصير،  وهيدا ابشع شعور، انو تتلخصي انت وحياتك وتجربتك وانتي مين وكل التفاصيل الخاصة فيكي بالحياة، بلحظة عنيفة انت ما خترتيها وما عملتيها وما كان الك قرار فيها، وتصيري انت هيدا الشي وبس. هيدي هي الوصمة برأي، انو يتم اختزالك وانت اكبر من هيك. وأنت اكتر من هيك.  

 بعتقد لسنين طويلة،  جرّبت انو قول لحالي انا مش هيك، انا مش البنت يلي بكيت، وتوسلت انو ما يتم اغتصابها لانها " بنت عيلةبس يمكن مبلى، انا هيدي البنت يلي عملت كل شي فيها تعملوا وتعلمت انو شو ما كنت عملت أصلا، مش مسؤوليتي يلي كان  عم يصير.لما صرت اسمع قصص من  اصحابي واصحاب اصحابي، عرفت انو  كل وحدة منّا بتعمل تصرفات مختلفة، في بنات ما تعمل شي بتفصل، في بنات بتخرى ويتعمل بيبي، في بنات بتصرخ وبتلبط وبتعض وبتضرب، وفي بنات بتموت. كل شي بدي قولوا، انو هاي اللحظة بشعة وعنيفة، هي لحظة بتشبه الموت ولما الواحد بحس حالو قريب من الموت بيعمل امور كتير ليوقف الموت.

 

Publisher: 

Sawt al' Niswa

Section: 

Category: 

Tags: 

Featured: 

Popular post

Our portfolio

We wouldn't have done this without you, Thank you Bassem Chit - May you rest in power.

Copy Left

Contact us

Contact Sawt al' Niswa via:

You can also find us on: