أنا في الرابعة عشر من عمري ويوم عيد العشاق ينتظرني. ها أنا ألبس أشيك ما عندي وأذهب إلى المدرسة. مزاجي رائع لأن اليوم سيعترف شاب بحبه لي. أصل إلى الصف وأنظر إلى الكرسي وتحت المقعد: لا شيء. لا بأس. لا بد له (هل هم أكثر من واحد؟) أن يكون في انتظاري في الملعب. حتماً. قرب شجرة الكينا. ها هو وقت الاستراحة. أنزل إلى الملعب وأرى صديقاتي يحملن أكياساً حمراء صغيرة ورسائل حمراء وورود. أهرول إلى شجرة الكينا وانتظر. لا أحد. لا بأس. لا بد للواقع في حبي أن يكون قد ترك وردة لي، هكذا، بكل سرية تحت مكتبي في الصف. أعود إلى الصف الذي كان قد بدأ يمتلئ بالأشياء الحمراء، في كل مكان، على الطاولات في الشنط بين الكتب. أنتظر. لا شيء. لا بد أنه سيواجهني في حصة التاريخ. حتماً. إنتظار. الأحمر يجتاح حيزي ولا يصل إلي. صديقاتي يحصين القلوب المحيطة بهنّ وأنا أنتظر. عند نهاية الحصص، سيتملكني حزن عميق وشعور بالخزي لأن أحداً لم يكترث بي. سألتفّ على نفسي وأتمنى أن أختفي، أن أدوب. سأمشي ببطء شديد إلى الباص لعلّ معجبيي ينتظرونني خارج المدرسة. لا بد انهم من المدرسة المجاورة. حتماً. سأنتظر قليلاً واتوجه الى الباص الذي يقلني إلى البيت. الباص مليء بالأحمر الذي طمر زميلاتي وجعلهن واثقات جميلات. أجلس مكاني ويداي خاليتان. أظنني الوحيدة هكذا. أستعجل الوقت للعودة إلى بيتي ولكن سيفاجئني سائق الباص بوردة خطفها من بنت أخرى في الباص وسيضعها في حرجي ويقول لي حنوناً مشفقاً: "وردة للزعلان".أعيد الوردة إلى صاحبتها وأعلنه أبيخ يوم في حياتي. بعد سنوات، سأعود الى ذاك اليوم ومعنى الإنتظارهذا وسأفكر به وسأشتمه وسأقرر أن أحلق شعري وأن أرفس الزهري من خزانتي وسأعترف أنا بحبي لكل من يعجبني وسأشتري أنا وروداً ودباديباً وألاحق من أريد وسأستمتع جداً بالعبث بالأدوار تلك. سأنسى وجه كل من أخافهم هذا العبث وسأحبّ مَن أحبّوه. ــــ ز.
Category:
Featured: