خبز لعيد الحبّ

خبز لعيد الحبّ

انخلي الدقيق مرتين أو ثلاثة. دعي أفكارك تمرّ عبر فتحات الغربال، كلّ على حدى، لتعود وتلتقي في الوعاء. امزجي الدقيق بحزنك والخميرة. دعي دموعك تسقي الخليط بكوب من المياه أو خمسين كوب، ثم اعجني غضبك فيها. الكمي الخليط باليد حتّى يمتص آخر ذرّة غضب من أناملك، إلى أن تتماسك العجينة وتتماسك أحشاؤك مجدداً. ضعي العجينة جانباً لتتخمّر. رشّي بعضاً من الدقيق على مسطّح نظيف، واضح، خالٍ من الشك. قسّمي العجينة إلى كرات صغيرة من رواسب الحب والأمل، ثم رقّيها بعنف حتي تمسي رقائق مسطّحة من الخيبة واتركي الخيبة تتخمّر، ثم اخبزيها. اطرحي الرقائق داخل الفرن الساخن وراقبي الألم يرتفع داخلها. اخبزي الألم جيداً لكي يتحول لبّاً رقيقاً واخرجيه من الفرن قبل أن يتصلّب داخلكما. ضعي الخبز جانباً ليبرد ثم التهميه. دعيه يذوب في فمك ويسري في داخلك. اهضميه حتى يتفكك إلى عوامله الأساسية مجدداً حتى تتشعّب الحقيقة في خلاياك وتسري في دمك إلى أن يمتص جسمك ما ينفع منها. ثم ادخلي الحمّام وادفعي بالفضلات خارج جهازك الهضمي واضربي السيفون ودوّني الوصفة في الدفتر الذي ورثتِه عن أمك التي ورثتْه عن أمّها. دفتر وصفات أزلية كتبتها نسوة لمعالجة كافة أشكال الخيبة والألم.